الخميس، 13 يونيو 2013

في عام 1550م عاد (نوستراداموس) إلى (فرنسا) ودعي إلى بلاط الملكة(كاترين) بعد أن ذاعت شهرته..
وهناك رأى صبيا من الحاشية فدعاه إليه وطلب رؤية ظهره عاريا إلا أن الصبي استحيا وهرب فتوجه (نوستراداموس) في اليوم التالي لرؤيته وهو نائم.. ثم أعلن بعد ذلك أن هذا الصبي سيكون في يوم من الأيام ملكاً على (فرنسا) على الرغم من أن (كاترين) كان لها ولدان على قيد الحياة..
وكان ذلك الصبي هو (هنري النافاري)(Henri of Navarre) الذي أصبح فيما بعد الملك (هنري الرابع)..
بعدها انتقل (نوستراداموس) للعيش في مدينة (صالون) و أنتج تقويما سنويا عام 1550م ..
وفي أحد الأيام دعي إلى الغداء فقال لصاحب الدعوة :
لديك خنزيران أحدهما أبيض والآخر أسود وستذبح لنا الأبيض ونأكله في حين سيختطف الذئب الخنزير الأسود
فعمد صاحب الدعوة إلى خادمه وأمره بذبح الخنزير الأسود وطهيه لهم..ولما حضر الطعام قال (نوستراداموس) :
ألم أقل لك أنك ستطعمنا الخنزير الأبيض؟
فقال صاحب الدعوة : بل هو الأسود
فأصر كل منهما على كلامه واستدعى صاحب الدعوة خادمه الذي اعترف بأنه بعدما ذبح الخنزير الأسود تشاغل عنه بتحضير آنية الطهي فاختطفه الذئب فاضطر لذبح الخنزير الأبيض وتقديمه لهم..
كان (نوستراداموس) في البداية لا يؤمن بقدراته ولا يثق بها كما يقول عن نفسه..فقد تنبأ بأحداث كثيرة في عصره ولكنه لم يقم بالتصريح بها بل انتظر مترقبا إلى أن حدثت بالفعل..
بعدها شيئا فشيئا آمن بقدراته وزادت ثقته في نفسه مع ذيوع شهرته لدرجة أنه ما ترك بيتا زاره في (أوروبا) كلها إلا وترك فيه ورقة تحتوي على الأحداث المستقبلية التي ستحدث لأهل ذلك البيت!!
كان يجلس في غرفة مظلمة يحملق في كوب من الماء لدقائق..يقول بعدها إن سطح الماء يتحول بسرعة إلى صفحة متحركة يرى عليها كل ما سيحدث للشخص المنشود لعشرات السنين القادمة!!
وكالعادة أبى القدر أن يعرف (نوستراداموس) معنى الاستقرار..
ففي عام 1554م تعرضت (بروفانس) لأسوأ فيضانات في تاريخها وضرب (الطاعون) (مرسيليا) بشراسة فانتقل (نوستراداموس) إليها وقرر العودة لممارسة الطب ومواجهة الطاعون..وكان يعمل بدون توقف في الوقت الذي هرب فيه الأطباء..
الشاهد الصخري لقبر نوستراداموس
ثم عاد في نفس السنة بعد انحسار الوباء إلى بلدة (صالون) وقرر الاستقرار بها بقية حياته..
حيث تزوج أرملة ثرية اسمها (آن بونسار جيميل) (Anne Ponsart Gemelle) وقطن في منزلها في ( بلاس دي لا بواسونيري) poissonnerie) Place de la) -وما زال هذا المنزل موجودا حتى اليوم-
حيث حول الغرفة العلوية منه إلى غرفة مطالعة..واعتزل الناس تقريبا بقية حياته..
وفي هذه الغرفة ألف كتابه (التكهنات) (La Prognostications)
ثم شرع في كتابة تحفته وموضوع مقالنا اليوم (التنبؤات) The prophecies))..
بدأ النقرس الذي كان يعاني منه يتحول إلى داء الاستسقاء فأدرك بوصفه طبيباً أن نهايته أصبحت وشيكة.. فكتب وصيته في السابع عشر من يونيو عام1566م ..
وفي الأول من يوليو أرسل في طلب القس المحلي ليجري له الطقوس الأخيرة.. ووجدت جثته في صباح اليوم التالي كما توقع بنفسه.. بل إنه أخبر القس قبل وفاته بأن من سيقومان بدفنه أحدهما سيموت في نفس اليوم في حين يصاب الثاني بالجنون..وقد حدث هذا بالفعل...
وترك مبلغاً كبيراً من المال علاوة على ممتلكات عينية أخرى..
وعندما توفي دفن واقفاً في أحد جدران (كنيسة كورديلييه) في بلدة (صالون).. وقد أعيد دفن جثته إبان الثورة في (كنيسة سان لوران) في مدينة (صالون) أيضا ..وبقي هناك حتى يومنا هذا..
مستمره

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق