الجمعة، 14 يونيو 2013

والآن هيا بنا نستعرض رباعياته مرة أخرى..ولكن من وجهة نظر المعارضين هذه المرة...
بالطبع لن أعيد كتابة الرباعيات منعا للملل ولكن بإمكانكم العودة لمطالعتها في الجزء الأول من المقال إن شئتم..سأعيد فقط كتابة بعض الرباعيات إن احتجت إليها للتوضيح ولكن هذه المرة بلغتها الأصلية كما خطها (نوستراداموس) بنفسه..
................................................................
 يقول المعارضون:
يحدق في الماء ليستشف المستقبل
1- باستعراض طريقته في التنبؤ والتي أوردها في أول رباعيتين له نجد أنها أساليب استعملت منذ القرن الرابع الميلادي كما بين قواعدها كتاب (الأسرار المصرية) المذكور آنفا و الذي نشر في (ليون) (فرنسا) سنة 1546 و الذي من المؤكد أن (نوستراداموس) كان قد اقتناه و استعمل أساليبه إلى جانب غيره من الكتب التي نص في رسالته لابنه بأن الأجيال كانت تتوارثها خفية وسرا ولقرون من الزمن.. و هي التي أحرقها و أحالها إلى رماد.
و في الرباعيتين المذكورتين نجد بعض عناصر ممارسة السحر..
الوقت ليل و (نوستراداموس) جالس لوحده في غرفته وأمامه إناء من نحاس فيه ماء و هو موضوع على حامل صغير ثلاثي الأرجل .. يحدق في الماء حتى يرى الماء و قد تعكر و تضبب و تبدأ صور المستقبل بالظهور.
أعتقد بأنه قد صارت لدينا صورة واضحة عن طبيعة عمل (نوستراداموس) فهو عرافة أو كهانه و تنجيم مع ممارسة السحر و غيره مما يعرف بالعلوم الخفية أو السرية.. (Occult )
- فمنها ما كان مباحاً مقبولاً لدى الكنيسة الكاثوليكية التي كانت مسيطرة على الساسة وعلى المجتمع في آن واحد في ذلك الزمان. فالتنجيم كان أمراً عادياً و لم يكن بلاط أي ملك من الملوك يخلو من منجم يستشيره في أمور حربه أو سلمه.. إدارته أو حياته الخاصة..
- ومنها ما كان محرماً أشد التحريم و يعاقب عليه من يمارسه بالإعدام حرقاً.. وهو ممارسة السحر.. و هذا ما كان الرجل يخشاه أشد الخشية ..و لهذا فإنه كتب كتابه بذلك الخليط اللغوي الغريب و نثر تنبؤاته نثرا عشوائياً و بدون تسلسل زمني محدد..
و قد صرح بذلك لابنه (قيصر) حيث قال له في موضع من رسالته إليه بأنه قد استعمل الإبهام و التعمية دون الوضوح و الصراحة لكي يفوت الفرصة على الحكام والكنيسة فلا يتناولونه بسوء ..
لقد كان يخاف من أن يتهم بالسحر فيعاقب على ذلك بالإعدام حرقاً جنبا إلى جنب مع كتبه..
والباحث المدقق في رباعيات الرجل يجد أن أسلوبه كان كالأتي:
1-لا يقدم تفاصيل دقيقة تظهر خطأه عند عدم حدوثها بل استخدام أسلوب الغموض
2- يكتب بطريقة توحي للقارئ أنه ملم بأسرار المستقبل حتى لو كان الموضوع تافها دون الإشارة الي أمور محددة وكانت النتيجة أنه أحاط نفسه بهالة من الغموض مما جعل نبوءاته مليئة بالإثارة
3- التنبؤ بأمور محتمل حدوثها مثل حروب أو أوبئة أو تكهنات جوية أو أحداث سياسية أو موت المشاهير.. مستخدماُ الغموض في كل ذلك
4- إصدار نبوءات كثيرة سيزيد من احتمالات تحقيق بعضها طبقا لقانون (المتوسط الحسابي)..
فمثلا عندما ترمي سهما وسط جمع غفير من الناس فلابد أن يصيب أحدهم أما لو كانوا قلة فاحتمال إصابة أحدهم ستتضاءل..
وفي تكهنات عام 1554 نشر (نوستراداموس) 149 نبوءة جديدة وزادت بعد ذلك الي قرابة 300 نبوءة في السنة
ومن أجل الصيت والسمعة أضاف بعض النبوءات المتعلقة بأمور حدثت بالفعل مفترضا أنه مع الوقت سينسى السذج أنها لم تكن نبوءات بل سرد حقائق تاريخية قد حدثت فعلا..والزمن كفيل بطي كل ذلك في غياهب النسيان..حيث لن تعرف الأجيال الجديدة أن تلك النبوءات لم تكن إلا سردا لحقائق تاريخية..
(تذكروا أننا نتكلم عن عصر كانت وسيلة التنقل فيه هي الجياد وكان ينبغي عليك أن تسافر مسيرة شهرين لتقطع (فرنسا) من شمالها لجنوبها)
5-إعادة التنبؤ بذات النبوءات السابقة التي لم تتم وربما يساعدك الحظ والصدفة علي تحقيق بعضها..
وهكذا أشتهر هذا الرجل ..
6- سرقة العديد من التنبؤات التي تخص المتنبئين القدامى أمثال (كاسريوم) و (كونيستثاس) بخصوص المجاعات والأوبئة والكنيسة والحرائق والحروب والانتصارات والهزائم والزلال و البراكين والأحداث السياسية...إلخ..مع إعادة صياغتها مرة أخرى
........................................................
2- نبوءته الخاصة بموت الملك (هنري الثاني):
Le Lyon jeune le vieux surmontera ,
En champ bellique par singulier duelle
Dans caige d’or les yeux luy creuera ,
Deux classes vne, puis mourir, mort cruelle
هل تنبأ حقا بموت هنري الثاني ؟
كتب (نوستراداموس) رسالة مطولة بعنوان )الجزء الثاني من القرن( في مارس 14 عام 1557
وكتب يقول في مقدمتها:
(منذ دخلت بوجهي العابس أمام جلالة الإله الغير محدود أقول لك أيها الملك المسيحي المنتصر العظيم إني دخلت في دهشة وحيرة هزتني وبعد أن داومت في العبادة وتقديم الكرامة لله في ذلك الوقت أحسست بشيء يمسكني وبرغبة حارة في أن أنتقل من مرحلة الغموض الي حالة النور والوعي في حضرة ملك الكون(
وكما نرى لا توجد أدلة في تلك الرسالة التي كتبت قبل سنتين من موت (هنري الثاني) تشير الي أن (نوستراداموس) علم وأنبأ بموت هذا الملك فقوله : (أيها الملك المسيحي المنتصر العظيم) لا يشير الي شيء بقريب أو بعيد عن مقتل (هنري الثاني)..
ومن المنطقي إن كانت هناك نبوءة تتحدث عن موت (هنري الثاني) لصلى (نوستراداموس) ودعا الله له لحفظه وحمايته من هذا الحادث الفظيع..
والأدهى من ذلك أن نعرف أن (مونتجمري) كان أصغر من (هنري) إلا أن (نوستراداموس) أشار إليه بالأسد الكبير المسن وهذا ليس صحيحا وقد تم تحريف الرباعية عند تفسيرها لتنطبق على ما حدث فعلياً.
أما الأكثر إثارة للدهشة هي إشارة (جيمس راندي) في كتابه (قناع نوستراداموس) إلى أن الفرنسيون لم يستخدموا قط رمز (الأسد) كرمز للملكية فقد كان رمزهم الملكي وما زال هو (الديك)..
وبالرجوع الي النبوءة بنظرة متمعنة نجد كلمات مثل (ميدان قتال) و(معركة واحدة) ومن الغريب أن يشار لمصارعة الفرسان على أنها ميدان قتال بدلا من الإشارة إليها كنوع من المصارعة الترفيهية وكما هو معروف أنها تتم في ساحة وليس في ميدان قتال..
و قال (نوستراداموس) أيضا في نبوءته (ستقلع عيناه في داخل قفص ذهبي) وهذا لم يحدث نهائياً ..
حيث إن سبب الوفاة كان إصابة شديدة في الجمجمة فوق منطقة العين اليمني..ولم تتضرر العين نفسها..
وأيضا لم يكن للذهب وجودا..حيث إن الخوذة والسيف والدرع مصنوعين من الحديد لا الذهب عدا مقبض السيف ربما مع طلائهم بماء الذهب..
وقوله بأن (أثنين سيهربان من واحد ثم الموت) لا علاقة له بالمرة بما حدث ..فالموت كان مأساة وليس قتالا وانتصارا لأن ما حدث كان خطاْ فلم بكن هدف المصارعة بالسيوف هو قتل الواحد للآخر وما حدث لم يكن نتاج جيوش تحارب بعضها البعض لكنها كانت مأساة وقعت بخطأ غير مقصود..ثم من هما الاثنان اللذان فرا من الموت؟؟
................................................................
3- نبوءته الخاصة بهزيمة (هتلر) :
Bestes farouches de faim fleuues tranner ,
Plus part du champ encontre Hister sera .
En caige de fer le grand sera treisner ,
Quand rien enfant de Germain obseruera .
هل تنبأ بنهاية هتلر
هي نبوءة غامضة أخرى من نبوءات (نوستراداموس) و يمكن أن تفسر كالعادة بعدة صور..
يقول (هنري روبرتس) في كتاب (نبوءات نوستراداموس الكاملة) بأنه يؤمن بأن النبوءة السالفة إنما هي إشارة لمصير (أدولف هتلر) في (برلين)..
إلا أن مبنى المستشارية الذي قضى في قبوه (هتلر) آخر أيام حياته لا يمكن أن يطلق عليه اسم (القفص الحديدي)..
أما المفاجأة الكبرى فهي :
في المصطلحات الجغرافية الرومانية القديمة يسمي منخفض(نهر الدانوب) باسم (هيستر) وتوضح ذلك أيضا الخرائط الجغرافية القديمة..
وقد تم تفسير السطر الأخير من النبوءة علي أنه إشارة الي ما يصفه طفل ألماني عند رؤيته الغزال..
وفي اللغة الفرنسية (وهي اللغة التي كتبت بها النبوءة) فإن كلمة غزال لا تمت للمعني بشيء فأصل الكلمة الفرنسية هي ..(Rien ) :
فهذه النبوءة هي مجرد تكهنات عشوائية حاول المفسرون تفصيلها على الأحداث العالمية لتصبح ذات مغزى تاريخي.
لقد حاول (هتلر) و(جوبلز) استغلال هذه النبوءة ..ولكن فاتهما أن القائد العظيم الذي تتحدث عنه الرباعية سيساق في قفص حديدي ليتم القصاص منه وسط الجماهير..وهذا ما لم يحدث..
وكدليل ساطع يكشف بوضوح كذب تلك النبوءة نسوق نبوءة أخرى للعراف الأشهر(إدجار كايسي) تنبأ بها في نوفمبر علم 1944وقال فيها:
(وبينما كان رجل متعلم في الربع الأخير (من الشهر القمري) يسير علي شواطئ نهر(الهيستر) والمسمي أيضا (الدانوب) اكتشف أن الأرض كانت تتحلل وان النهر سوف يختفي يوما ما (.
أظن أن الأمر واضح الآن...
..............................................................
4- نبوءاته الخاصة بالكاردينال (مازاران) و(نابليون) و (موسوليني) والثورة الإيرانية:
كالعادة نبوءات غامضة يمكن أن تفسر بألف تفسير مختلف..
وحدوثها تم كنتيجة لتفسيرها وفق الأهواء..مثل ما حدث مع الكاردينال الذي حطم خصومه أعصابه بتلك النبوءات مما أدى في النهاية لخسارته نتيجة تحطم معنوياته..
قديما قال (أرسطو) :
(إنك ستخسر فقط عندما تؤمن أنك ستخسر)
ويبقى السؤال..إذا ابتلعنا فكرة عدم ذكره لتواريخ محددة مخالفا ما فعله مع نبوءاته الخاصة بفرنسا لكونه فرنسيا..
فلماذا لم يذكر أسماء (مازاران) و(نابليون) و(موسوليني) و(الخميني) والشاه (محمد رضا بهلوي)..
ولو حتى بأسلوب التصحيف كما فعل مع (هتلر)..أم أن تلك النبوءات لم يكونوا هم المقصودين بها؟؟
ولماذا لم يذكر التاريخ في نبوءة الكاردينال (مازاران) رغم كونه فرنسيا؟؟..
ومن جديد نستعير كلمات الأخت الفاضلة قارئة حين قالت (إن المفسرين ركبوا اللحن على الكلمات)
.............................................................
5- نبوءته الخاصة بانهيار برجي مركز التجارة العالمي في (نيويورك)
 Cinq et quarante degrees
ciel bruslera
Feu approcher de la grand cite nauveux
Instand grand flame esparse sautera
هل تنبأ بهجمات الحادي عشر من سبتمبر ؟
هذه النبوءة بالذات تكشف جهل الرجل وزيفه وكذب مؤيديه..
إنه يقول هنا بوضوح أن السماء ستحترق في 45 درجة..فأي لهب حارق هذا الذي تكون درجة حرارته 45 درجة؟؟..حتى لهب (بنزن) الذي يستخدمه الكيميائيون درجة حرارته تفوق أضعاف ال45 درجة..
حتى عندما حاول المفسرون والمؤيدون (تركيب اللحن على الكلمات) تبين كذبهم وإدعائهم..
قالوا إنه يقصد بدرجة 45 موقع مدينة (نيويورك) على دوائر العرض..وأنه أشار إليها بقوله(المدينة الجديدة العظيمة) لأنها لم تكن موجودة على عهده..
ولكن الحقيقة هي أن مدينة (نيويورك) تقع بين دائرتي العرض 40 و 41 أو بالتحديد عند 40.6
بل والأدهى أنه توجد مدينة اسمها (فيلانوفا) في جنوب غرب (فرنسا) وعلي بعد 45 درجة شمالا وهي التي يمكن أن تكون المشار إليها لأن معناها الحرفي بالفرنسية هو (المدينة الجديدة)
وعندما اكتشف الناس ذلك قال المؤيدون ببساطة إن (نوستراداموس) كان يقصد درجة 40.5 وليس 45
برغم أنه قال بوضوح (Cinq et quarante degrees ) ولم يقل (Quarante et demi )
................................................................
 والآن تعالوا نستعرض بعض رباعياته التي فسرها المؤيدون على أنها تتحدث عن الحرب العالمية الثالثة ونهاية العالم وفناء البشرية..
تلك الرباعيات لم تتحقق حتى الآن وإن كان المؤيدون يؤمنون بأنها ستحدث..تماما كما حدثت باقي رباعيات الرجل من وجهة نظرهم..
ولنرى أيضا كيف رد عليهم المعارضون..
..مستمره

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق