الجمعة، 14 يونيو 2013

بقي أن تعرفوا أمرين في غاية الأهمية حتى تكتمل لديكم الصورة فيكون حكمكم على الرجل صائبا..
1- تنبأ (نوستراداموس) بأن عدد باباوات (الفاتيكان) سيكون 112 بابا..
وأن البابا الأخير سيغادر (روما) على جثث القساوسة..وأن هذا سيكون في نهاية الزمان..
وبحسبة بسيطة نجد أن البابا الحالي للفاتيكان (بندكت السادس عشر) يحمل رقم 111..
وكالعادة نجد المؤيدون متحمسين وينتظرون بشغف وترقب تحقق تلك النبوءة..
في حين يرى المعارضون أنها تتعارض مع سابق تحديده لنهاية الزمان بحلول عام 3797
فهل يكون (بندكت السادس عشر) هو البابا قبل الأخير للفاتيكان بالفعل وتصدق نبوءة (نوستراداموس)..
أم أنها ستتهاوى كما تهاوى الكثير من رباعياته؟؟
فلننتظر ونرى فإن غدا لناظره قريب...
2- بالنسبة لنبوءة نبش القبر التي بدأت بها الجزء الأول من هذا المقال..
أعترف أنها لا تمت لنوستراداموس بصلة...
والحقيقة أنها مجرد مشهد من فيلم سينمائي عن قصة حياته أنتج في عام 1981 بعنوان (The Man Who Saw Tomorrow ) قام ببطولته الفنان العالمي (Orson Wales )..
أي أن هذه النبوءة محض خيال ليس إلا.
.......................................................................
وختاما..
وبعد أن عرضت بكل أمانة آراء المؤيدين للرجل والمعارضين له..
فأرجو من كل من سيتكرم منكم بالتعليق أن يدلي برأيه في الرجل..
ولنجب جميعا عن هذا السؤال :
هل اطلع الرجل الغيب ورأى الغد بالفعل؟
أم أنه كان مجرد أفاق نجح في خداع الجميع؟؟
وسأبدأ برأيي الشخصي الذي أرجو ألا يؤثر على آرائكم..
رأيي الشخصي أوجزه فيما يلي :
1- بسبب غياب المنهج الإسلامي في التعامل مع النبوءة أو عدم وضوحه وقع البعض في أسر الرؤية الغربية للنبوءات وتبني ربطها بكثير من النبوءات الإسلامية الهامة.. وعلى رأسها الحديث الصحيح الذي رواه مسلم:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود.. فيختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر.. فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله.. إلا شجر الغرقد فإنه من شجر اليهود)..
حيث أعلن البعض ترحيبهم بتزايد معدلات الهجرة اليهودية إلى أرض (فلسطين) باعتبارها أرض الميعاد..
بل وطالب بتشجيعها باعتبارها تجميعا للشتات اليهودي مما يعجل بالمعركة الفاصلة التي يبشر بها الحديث السابق وكذلك الآيات الكريمة في سورة الإسراء :
(وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً * إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرا) (الإسراء: 4-7).
وصاغ البعض خطابًا إسلاميًا معتمدًا على هذا مفاده:
أن القضية الفلسطينية لن تحل إلا بالمواجهة الحاسمة والشاملة النهائية مع اليهود كما تبشر الآيات والحديث الشريف..
وهو ما يعني ببساطة تأجيل أو ترحيل هذه المشكلة بل والهرب من مواجهتها.. وتأجيل الحل إلى يوم القيامة..وفي هذا ما فيه من التواكل البغيض..ولو كان (صلاح الدين الأيوبي) قد فكر بهذا المنطق لما كان قد حارب من الأساس..
بل لقد صمتوا ظاهريا في حين كانت قلوبهم ترقص طربا وبشرا حين شرعت (إسرائيل) في بناء الجدار العازل ..وقالوا إن هذا يعجل أكثر بالمواجهة مصداقا لقوله تعالى :
(لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إلاّ فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أو مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) (الحشر:14).
في حين أن المنهج الإسلامي في التعامل مع النبوءة يقتضي الإيمان بها دون انتظار تحققها أو العمل على الإسراع بحدوثها كما يفعل البعض..
وإنما التعامل معها كغيب أو نتيجة لا يجب أن ننشغل به عن الفعل الحقيقي المطالبين به والذي نمتلك القدرة عليه فعليًا.. وهو في مثل هذه الحالة (القضية الفلسطينية)
حيث يتمثل في بعض جوانبه في مواجهة الهجرة اليهودية لفلسطين والعمل بكل الوسائل واتخاذ كافة التدابير اللازمة لوقفها لأنها هجرة استيطانية تغتصب الحق الفلسطيني وليس تشجيعها أو الترحيب بها على أساس أنها تسارع في تحقيق ما تبشر به النبوءة.
........................................................................
2- كل هذه التحليلات إنما كتبت بأيدي أناس لا حظ لهم من الإيمان..
لأن كل مؤمن (سواء مسلم أو كتابي) يعرف يقينا بأنه لا يعلم الغيب إلا الله.. ومن أطلعه الله على ما يشاء من الغيب بإذنه.
أما أن يخرج علينا شخص ويدعي معرفة المستقبل بالنظر في كوب ماء أو بالتنجيم فهذا من الكفر البواح بالله عز وجل لأن فيه ادعاء أن أحدا غير الله يعلم الغيب أيضا ولم يكن نبيا مرسلا أو وليا صالحا..
وقد قال الله تعالى : (قل لا يعلم الغيب إلا الله)
- فالرجل  قد حيكت حوله الأساطير والمبالغات والأكاذيب لتضخيم صورته شأنه شأن أي فتنة يفتتن الناس بها.
وأقرب تفسير لـرباعياته الملغزة هو أنه قد اطلع على الكتب السماوية (التوراة والإنجيل والقرآن ) والمخطوطات الإسلامية التي فيها أحاديث عن بعض غيب المستقبل الذي أطلعه الله على رسله.
- بل وحتى الشياطين لا تعلم الغيب.. فحتى قبل أن تحبس عن خبر السماء بمولد النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن تعلم الغيب..بدليل أنهم لم يعلموا بموت نبي الله (سليمان) الذي سخرهم لخدمته..
قال تعالى في سورة سبأ:
﴿ فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14) ﴾
ولكنهم كانوا يعلمون بعض ما لا يعلمه البشر عندما كانوا يسترقون السمع من السماء وفيها أوامر الله سبحانه للملائكة. وكل ذلك طبعا بعلم الله عز وجل وبإرادته ليمتحن البشر من يصدق رسله ومن يكذبهم.
قال تعالى :
(وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ*وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ *إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ) سورة الحجر(16-18)
و الرجل في نظري هو أحد هذه الامتحانات من الله للبشر..تماما كالمسيح الدجال الذي يظهر في آخر الزمان ليفتن الناس..
لذلك يجب علينا أن نربأ بأنفسنا من مثل هذه التحليلات التي تصادم الثوابت الإيمانية وألا نقول إلا ما يرضي ربنا عز وجل :
(كذب المنجمون ولو صدفوا)
...................................................................
النهايه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق