ميرسي براون .. أشهر مصاصة دماء في أمريكا
غامضون يتمتعون بقوى خارقة و يتحركون بخفة و رشاقة تحت جنح الظلام للبحث عن ضحاياهم. يحبون الدماء و الجنس و لديهم أحيانا حس الدعابة , هذه هي صورة مصاصي الدماء كما تصورها أفلام الرعب الحديثة حتى غدا مصاص الدماء لا يخيف أحدا بل على العكس تحول إلى شخصية محببة تتجسد دائما في صورة شاب غامض وسيم أو في لباس حسناء رشيقة تستخدم مفاتن جسدها كطعم لاصطياد ضحاياها. لكن هذه الصورة النمطية التي رسمتها السينما الحديثة لمصاصي الدماء تختلف كليا عن الصورة التي كانت مرسومة في مخيلة الناس البسطاء خلال القرون الخوالي حيث راجت آنذاك قصص الموتى الإحياء الذين يمتصون أرواح ضحاياهم خلال الليل ثم يعودون إلى قبورهم قبل بزوغ الشمس , و قد بذل الأهالي الخائفون , كما في قصتنا هذه , كل ما في وسعهم للتخلص من تلك الأرواح الشريرة.
عندما نبشوا قبرها وجدوا جثتها سليمة تماما كأنها ماتت توا
الى اليسار شاهد قبر ميرسي براون الحقيقي و الى اليمين صورة متخيلة لمصاصة الدماء
|
هناك الكثير من المخلوقات المرعبة في فلكلور الشعوب , بعضها أصبح نسيا منسيا بمرور الزمن و تنامي وعي الناس و ثقافتهم فيما نال بعضها الأخر قسطا كبيرا من الشهرة بفضل ظهور المطبوعات الحديثة و بزوغ عصر السينما فأصبحت هذه المخلوقات جزءا لا يتجزأ من ثقافة الرعب العالمية. وقد تكون شخصية مصاص الدماء هي إحدى أكثر الشخصيات المرعبة شهرة في هذا المجال , فهي شخصية امتزج فيها الخوف بالغموض و الإثارة بالإغراء فأصبحت محببة إلى القلوب و صار لها عشاقها و مريدوها في جميع أنحاء العالم , بل أصبح هناك اعتقاد لدى بعض الناس بأن هناك مصاصو دماء حقيقيين وأنهم حقا يعيشون متخفين بيننا يتحينون الفرص للانقضاض على طرائدهم البشرية. و ربما تكون أنت أيضا عزيزي القارئ قد تساءلت مع نفسك حول حقيقة شخصية مصاص الدماء , أين نشأت ؟ وهل هناك سند تاريخي أو قصص حقيقية تؤيد وجودها ؟.
أن شخصية مصاص الدماء (Vampire ) موجودة في فلكلور و تراث معظم الشعوب الأوربية تحت مسميات مختلفة إلا ان منطقة البلقان و شرق أوربا تعتبر من أكثر الأمكنة التي تجذر إيمان الناس فيها بوجود مصاصي الدماء , و ربما يكون لتاريخ المنطقة الدموي الحافل بالمجازر والأوبئة و الجهل و الفقر المدقع الدور الأكبر في توفير البيئة الأكثر ملائمة لنمو و انتشار الخرافات عن هذه المخلوقات المرعبة التي غالبا ما كان يلقى على عاتقها مسؤولية الإحداث المؤلمة التي كانت تصيب الناس هناك و ما أكثرها. و من هذه البيئة البائسة أيضا استقى الروائي الايرلندي برام ستوكر روايته الشهيرة "دراكولا" التي تعتبر الأساس و المنبع الذي بنيت عليه شخصية مصاص الدماء الحديثة والتي غالبا ما نشاهدها على الشاشة , فهذه الرواية تعتبر مزيجا بين سيرة عدة شخصيات تاريخية حقيقية و بين مجموعة من الخرافات المحلية التي تداولها الناس لقرون , فالكونت فلاد الرابع الملقب بدراكولا هو شخصية حقيقية عاشت في رومانيا واشتهرت بدمويتها و قسوتها المنقطعة النظير , و في بلغاريا المجاورة اشتهرت الكونتيسة إليزابيث باثوريالتي قيل أنها كانت تقتل الفتيات الشابات و تستحم في دمائهن , كما كانت هناك مجموعة كبيرة من الأساطير حول العالم تتحدث عن الموتى الذين تحولوا إلى مصاصي دماء فاخذوا يهاجمون الناس و يقتلوهم. و إحدى هذه القصص الشهيرة هي قصة الشابة الأمريكية ميرسي براون التي يقال ان قصاصة من الجريدة التي نشرت قصتها وجدت ضمن أورق الروائي برام ستوكر بعد موته , أي أنها كانت إحدى المصادر التي استلهم منها تأليف روايته الشهيرة.
ميرسي براون (Mercy Brown ) أو لانا كما كان أصدقائها ينادونها , هي فتاة جميلة ولدت عام 1873 , كان والدها مزارعا و مربيا للخيول اسمه جورج براون وكانت عائلته تتكون من زوجته ماري إضافة إلى خمس بنات و صبي واحد عاشوا جميعا في منزل ريفي متواضع يقع ضمن مزرعتهم الصغيرة الواقعة خارج مدينة ايكستر في ولاية رود ايسلند الأمريكية. كانت العائلة مثلها مثل اغلب عوائل الريف تعيش حياة بسيطة و هادئة لا يعكر صفوها شيء و لا يكسر رتابتها سوى الذهاب إلى الكنيسة أيام الآحاد والالتقاء ببقية الجيران.
لكن هؤلاء المزارعين البسطاء لم يكونوا يعلمون بما يخبئه لهم القدر من مصائب ستحيل قادم أيامهم إلى أوقات كالحة السواد , ففي ذاك الزمان أي في أواخر القرن التاسع عشر , كان مرض السل الذي لم يكن له أي علاج آنذاك ينتشر بشكل وبائي في إنحاء واسعة من الولايات المتحدة حاصدا في طريقه آلاف الأرواح.
مستمره
لكن هؤلاء المزارعين البسطاء لم يكونوا يعلمون بما يخبئه لهم القدر من مصائب ستحيل قادم أيامهم إلى أوقات كالحة السواد , ففي ذاك الزمان أي في أواخر القرن التاسع عشر , كان مرض السل الذي لم يكن له أي علاج آنذاك ينتشر بشكل وبائي في إنحاء واسعة من الولايات المتحدة حاصدا في طريقه آلاف الأرواح.
مستمره
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق